
ما هو مؤتمر القمة المعني بالمستقبل؟
مؤتمر القمة المعني بالمستقبل هو حدث رفيع المستوى، يجتمع فيه قادة العالم للتوصل إلى توافق دولي جديد في الآراء بشأن كيفية تحقيق حاضر أفضل بشكل يكفل أيضا حماية المستقبل.
وتتزايد حاليا ضرورة التعاون العالمي الفعال لبقائنا على قيد الحياة، لكن تحقيقه صعب في أجواء تنعدم فيها الثقة وتُستخدم فيها هياكل عفا عليها الزمن لم تعد تعكس الواقع السياسي والاقتصادي للوقت الحاضر.
وتمثل هذه الفرصة التي لا تتكرر أكثر من مرة في الجيل الواحد لحظة لترميم ما تآكل من الثقة وإثبات فعالية التعاون الدولي في تحقيق الأهداف المتفق عليها والتصدي للتهديدات والفرص الناشئة.
وفي سبتمبر/أيلول، سيجتمع زعماء العالم في الأمم المتحدة لاعتماد ميثاق المستقبل, الذي سيتضمن التعاهد الرقمي العالمي والأجيال المقبلة كملحقات.
نحو ميثاق من أجل المستقبل

لمؤتمر القمة هدفٌ من شقين:
- تسريع الجهود للوفاء بالتزاماتنا الدولية القائمة
- واتخاذ تدابير عملية للاستجابة لما ينشأ من تحديات واستغلال ما يُتاح من فرص.
وسيتحقق ذلك من خلال وثيقة ختامية عملية المنحى تسمى ”ميثاق المستقبل“..
وسيتم التفاوض على الميثاق وستقره البلدان في الفترة التي تسبق مؤتمر القمة وأثناء انعقاده في أيلول/سبتمبر 2024..
والنتيجة المتوخاة هي إيجاد عالم - ونظام دولي - أكثر استعدادا للتعامل مع التحديات التي نواجهها حاليا وتلك التي سنواجهها في المستقبل، تحقيقا لصالح البشرية جمعاء وصالح الأجيال المقبلة.
ما سبب أهمية مؤتمر القمة؟
لا يسير العالم على المسار الصحيح صوب تحقيق الأهداف التي سبق أن حددناها لأنفسنا. كما أن ما نفعله لا يرقى بالفعالية اللازمة إلى مستوى التحديات أو الفرص الجديدة.
فالتطورات تتجاوز بسرعتها ودرجة تعقيدها ما لدينا من نظم للتعاون والتكيف.
وأما منافع وفرص التقدم فالتفاوت هو سِمة توزيعها، حيث يمضي الركب مُخلِّفا وراءه معظم الناس.
كما يتفاوت الناس من حيث وقع المخاطر والتهديدات عليهم، حيث إن أكثر الفئات ضعفا هي الأكثر تضررا.
والفقر المدقع والجوع يتصاعدان. والانبعاثات العالمية هي اليوم في أعلى مستوياتها في كل التاريخ البشري، وكذلك هي مستويات نزوح البشر. وتشتد حدة التهديدات التي من قبيل تلك المتصلة بالمناخ والنزاعات والأمن الغذائي وأسلحة الدمار الشامل والجوائح والأزمات الصحية، فضلا عن المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيات الجديدة.
والحوكمة المتعددة الأطراف، وقد صُممت في أوقات أقل تعقيدا وأبطأ سرعة، لم تعد تلائم عالم اليوم المعقد والمترابط والسريع التغيُّر.
ومؤتمر القمة فرصة لنضع أنفسنا على مسار أفضل.
من أين أتت فكرة مؤتمر القمة المعني بالمستقبل؟
ورد اقتراح عقد مؤتمر قمة معني بالمستقبل في التقرير المعنون خطتنا المشتركة. وجاء التقرير استجابة من الأمين العام للأمم المتحدة لدعوة من الدول الأعضاء لتقديم أفكار عن أفضل السبل للتصدي للتحديات الحالية والمقبلة.
وقد دعا تقرير ”خطتنا المشتركة“ إلى تجديد الثقة والتضامن على جميع المستويات - بين الشعوب والبلدان والأجيال. وبين التقرير وجاهة إعادة النظر بشكل جذري في نظمنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتكون في خدمة الجميع على نحو أكثر عدلا وفعالية. وأوصى التقرير أيضا بتجديد النظام المتعدد الأطراف، معتبرا مؤتمر القمة المعني بالمستقبل لحظة حاسمة للاتفاق على أهم التحسينات اللازمة.
واتفقت الدول الأعضاء على أنيُعقد مؤتمر القمة في أيلول/سبتمبر 2024. .واتفقت أيضا على أن تَصدُر عن مؤتمر القمة وثيقة ختامية في شكل ”ميثاق من أجل المستقبل.
وصاغت الدول الأعضاء الهدف العام لمؤتمر القمة، والميثاق، على النحو التالي:
- إعادة تأكيد ميثاق الأمم المتحدة
- تنشيط تعددية الأطراف،
- إعطاء دفعة لتنفيذ الالتزامات القائمة،
- الاتفاق على حلول للتحديات الجديدة،
- استعادة الثقة..
كيف سيساعد مؤتمر القمة المعني بالمستقبل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟
أهداف التنمية المستدامة
يشير واقع الحال إلى أن العمل لتنفيذ أهداف التنمية المستدامةصار خارج المسار الصحيح بصورة سيئة للغاية.
ومؤتمر القمة المعني بالمستقبل سيهيئ الظروف الملائمة لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بسهولة أكبر.
وسيكون ذلك ممكنا من خلال الاستفادة من نتائج مؤتمر القمة المعني بأهداف التنمية المستدامة لعام 2023..
وبالإضافة إلى ذلك، سيسفر المؤتمر عن تحسينات في التعاون الدولي تمكننا من حل المشاكل معا.
وسنكون قادرين على تسخير الفرص الجديدة لما فيه مصلحة الجميع، وليس فقط لمصلحة أقلية قليلة، وعلى إدارة المخاطر بمزيد من الفعالية.
وكل اقتراح يقدمه الأمين العام ليُنظَر فيه في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل ستكون له آثار مبرهَنة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الطريق إلى القمة
2015 — "أجندة 2030"
لقد اتفقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على أن خطة عام 2030 هي خطة عمل من أجل الناس والكوكب والازدهار والسلام من خلال 17 هدفًا للتنمية المستدامة والأهداف ذات الصلة.
2020 — "إعلان الأمم المتحدة رقم 75"
في خضم جائحة كوفيد-19 ، أصدرت الدول الأعضاء إعلان الأمم المتحدة رقم 75 الذي تضمن 12 التزامًا شاملاً إلى جانب طلب من الأمين العام أن يقدم تقريرًا إلى الجمعية العامة مع توصيات لمعالجة التحديات الحالية والمستقبلية..
2021 — "أجندتنا المشتركة"
قد استجاب الأمين العام لهذه الدعوة من خلال أجندتنا المشتركة ، وهي دعوة للاستيقاظ لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ، فضلاً عن التوصيات لمعالجة الفجوات الاستراتيجية في ترتيبات الحوكمة العالمية. كما دعا إلى عقد قمة للمستقبل من أجل صياغة إجماع عالمي جديد بشأن الحلول المتعددة الأطراف للمشاكل الحالية والمستقبلية.
2022-2024 — "قمة المستقبل"
بعد الترحيب بتقديم أجندتنا المشتركة ، أقرت الجمعية العامة قرارًا في عام 2022 (A/RES/76/307) لعقد قمة المستقبل يومي 22 و23 سبتمبر 2024. وستبدأ المشاورات العملية بشأن الاستعدادات للقمة في فبراير 2023 وسيُعقد اجتماع وزاري هذا العام. وستبني قمة المستقبل على قمة أهداف التنمية المستدامة وستبث حياة جديدة في النظام المتعدد الأطراف حتى يتمكن من الوفاء بوعود ميثاق الأمم المتحدة وأجندة 2030.
2023 — "قمة أهداف التنمية المستدامة"
في منتصف الطريق نحو تنفيذ خطة عام 2030 ، سيتم عقد قمة أهداف التنمية المستدامة في عام 2023 في الفترة من 18 إلى 19 سبتمبر 2023 "لإطلاق بداية مرحلة جديدة من التقدم المتسارع نحو أهداف التنمية المستدامة.
2024 — "ميثاق المستقبل"
سيتم إقرار ميثاق عملي من أجل المستقبل من قبل رؤساء الدول والحكومات خلال القمة، مما يظهر التضامن العالمي للأجيال الحالية والمستقبلية.