المطالبة بحقوقنا في حماية بشرتنا وصون أنفسنا
في عام 2025، يتجدد النداء العاجل لاتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية تصون الأشخاص ذوي المهق من سرطان الجلد، وذلك عبر إذكاء الوعي، وتوسيع نطاق الفحوص الطبية، وضمان الحصول على الواقيات الشمسية.
فهؤلاء الأشخاص معرّضون تعرّضًا فادحًا للإصابة بسرطان الجلد، وإن حرمانهم من المستحضرات الواقية، والملابس الحاجبة، والرعاية الجلدية، لا يُفضي إلا إلى مصائر يمكن توقّعها، وإن كان بالإمكان تفاديها. ولئن كان سرطان الجلد هو السبب الأبرز للوفاة بين ذوي المهق في أقاليم جنوبي القارة الأفريقية، فإن الواقي الشمسي لا يُعد حينها ترفًا تجميليًّا، بل دواءً لا غنى عنه.
لقد أدرجت خطط العمل الوطنية المعنية بحماية ذوي المهق، في معظمها، بنودًا تُلزم بتوفير المستلزمات الوقائية، والفحوص الجلدية المنتظمة، والعلاج من سرطان الجلد عند الحاجة.
وتشهد عدة دول مبادرات تتيح مستحضرات الوقاية من الشمس والملابس الحاجبة بأسعار رمزية أو بلا مقابل، وتُفسح المجال أمام المعاينة الجلدية، والتشخيص المبكر، والعلاج، مع إطلاق حملات توعية تثقيفية تستهدف ذوي المهق وأسرهم لبيان ما تنطوي عليه الوقاية من ضرورات مصيرية. وقد كشفت دراسات منشورة عن أثر هذه المبادرات، أن نتائجها الصحية لدى من طُبّقت فيهم كانت فارقة بكل المقاييس.
عشر سنوات من النضال
في عام 2025، تكتمل عشرة أعوام على إنشاء ولاية الخبير المستقل المعني بحقوق الأشخاص ذوي المهق. واحتفاءً بهذه المحطة المفصلية، تقدم حاملة الولاية الحالية، مولوكا آن ميتي دروموند، تقريرًا يتناول ما تحقق على مدى هذا العقد من خطوات في اتجاه ترسيخ حقوق هذه الفئة على امتداد العالم. ويكشف التقرير كذلك عن التحديات التي ما فتئت تعيق التقدم، ويطرح توصيات ترسم معالم الطريق نحو غد أكثر عدلًا لهؤلاء الأفراد.
تعريف بالمهق
المهق حالة نادرة الحدوث يولد بها الإنسان، وهي غير معدية وإنما وراثية. وفي جميع أشكال المهق تقريباً لا بد أن يكون كلا الوالدين حاملاً للجين لكي ينتقل المهق إلى الأبناء، حتى وإن لم تظهر علامات المهق على الوالدين. ويصيب المهق كلا الجنسين بغض النظر عن الأصل العرقي، ويوجد في جميع بلدان العالم. وينجم المهق عن غياب صبغة الميلانين في الشعر والجلد والعينين، مما يجعل الشخص المصاب به شديد التأثر بالشمس والضوء الساطع. ويؤدي ذلك إلى معاناة كل المصابين بالمهق تقريباً من ضعف البصر ويكونون عرضة للإصابة بسرطان الجلد. ولا يوجد أي علاج لغياب الميلانين الذي هو السبب الأساسي للمهق.
ورغم تباين الأرقام، تشير التقديرات إلى أن واحداً من كل 17 إلى 20 ألف شخص في أمريكا الشمالية وأوروبا مصاب بنوع ما من المهق. وهذه الحالة أكثر انتشاراً في أفريقيا جنوب الصحراء، إذ تشير التقديرات إلى أن المهق يشمل واحداً من كل 1400 شخص في تنزانيا، وأن معدل انتشار المهق يرتفع إلى 1 من كل ألف شخص بين فئات سكانية مختارة في زمبابوي، وبين فئات إثنية معينة أخرى في الجنوب الأفريقي.
التحديات الصحية التي يعانيها المصابون بالمهق
فيما يتعلق بالتحديات الصحية، فإن نقص المادة الصبغية المُلونة (الميلانين) يعني أن الأشخاص المصابين بالمهق معرضون بدرجة كبيرة للإصابة بسرطان الجلد. وفي بعض البلدان، تموت غالبية المصابين بالمهق — ممن تتراوح أعمارهم بين 30 و 40 سنة — بسبب سرطانات الجلد. ومن الممكن الوقاية من سرطان الجلد إلى درجة كبيرة عندما يتمتع المصابين والمصابات بالمهق بحقوقهم في الصحة. ويشمل ذلك على إمكانية إجراء الفحوصات الصحية المنتظمة، واستخدام وسائل الوقاية من الشمس، واستخدام النظارات الشمسية والملابس الواقية من أشعة الشمس. وفي عديد البلدان، تغيب هذه الوسائل المنقذة للأنفس أو يصعب الوصول إليها. وبالتالي، وبحسب تدابير التنمية، كان المصابين والمصابات بالمهق من بين أولئك الذين ’’تخلفوا عن الركب‘‘. ومن ثم، يجب أن يكونوا من الفئات المستهدفة لتدخلات حقوق الإنسان بالطريقة المتوخاة في أهداف التنمية المستدامة.
وبسبب نقص الميلانين في الجلد والعينين، فغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابين بالمهق من ضعف بصري دائم يؤدي غالبًا إلى إعاقات. كما يواجهون تمييزًا بسبب لون بشرتهم؛ وبالتالي فإنهم غالبًا ما يتعرضون لتمييز متعدد ومتقاطع الأسباب.